
عاد الدوري اللبناني لكرة القدم، وعاد “الدربي” الكبير الى مدينة طرابلس الشمالية.
هناك لم يكن الجمهور المتابع للعبة الشعبية الأولى يتمنى أفضل من هذه المواجهة الكلاسيكية ليختتم مرحلةً أولى جيّدة على الصعيد الفني وحتى الجماهيري.
“دربي بيروت” كان على الموعد في الجولة الافتتاحية للمرة الثالثة في تاريخ لقاءات الفريقين، وجمهوريهما لم يتأخرا ابداً في ملاقاتهما هناك في ملعب رشيد كرامي البلدي الذي أطلّ بحلّةٍ جديدة أفضل، كمنقذٍ للكرة اللبنانية مرةً جديدة بعد اغلاق ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية مؤقتاً من اجل صيانة العشب إيذاناً بالعودة الى استضافة المباريات.
القمّة الجماهيرية وفت بكل الوعود، ودخلها النجمة مدججاً بنجومه الجدد، لكن بغياب لاعبَين اجنبيين هما الغاني بنجامين بواتنغ والكيني مسعود جمعة، اضافةً الى ابتعاد فيليكس ملكي بسبب الإصابة.
لكن رغم ذلك بدت الرغبة واضحة منذ الدقائق الأولى لتعويض ما فات العديد من رجال “النبيذي”، فمنهم من أراد الثأر لتلك الخسارة التاريخية (1-6) امام الأنصار في مواجهتهما الأخيرة، ومنهم جاء من الصفاء حاملاً راية الثأر من الأنصاريين الذين حرموهم من اللقب في الموسم الماضي.
هنا أطل بدايةً الثنائي الشاب علي قصاص وعلي الفضل القادمين بمعنوياتٍ عالية بعد قيادتهما منتخب لبنان الأولمبي للتأهل الى نهائيات كأس آسيا، فكانت تمريرة من الأول وحركة فنية ثم تسديدة يسارية قوية من الثاني، فاحتفالات جنونية نجماوية بالهدف الأول في الدقيقة 12، الذي عوّض اهدار المهاجم اليوناني ماريوس أوغبو هدفاً في الدقيقة الأولى عندما تابع عرضية قصاص الى القائم الايسر.
كان اللاعبون الجدد في قلب الإنتصار النجماوي في “الدربي”
لكن البطل جُرح ولم يستسلم، فتمكن من معادلة النتيجة في الدقيقة 39 بتسديدة لمهاجمه الجزائري هشام خلف الله صاحب الـ “هاتريك” في “الدربي” الماضي، والذي وقّع على خامس أهدافه في شباك النجمة منذ وصوله الى لبنان.
هدفٌ احتاج الى تدخل حكام الـ “VAR” لتأكيد عدم وجود تسلل على خلف الله اثر تمريرة نادر مطر، الذي أهدر على الأنصاريين فرصة حسم المباراة عندما فشل بطريقةٍ غريبة في السيطرة على كرة امام المرمى وهو في حالة انفراد، ليستغل النجمة هذا الامر لاحقاً ويسجّل الهدف الثاني بعد تمريرة امامية من رودني مايكل حاول خليل بدر لعبها بطريقة استعراضية فتهادت باتجاه قصاص الذي تابعها الى الشباك مسجلاً هدف الفوز في الدقيقة 77.
انتصارٌ كان بمثابة ثمرة الاستثمار الذي قامت به الإدارة الجديدة للنادي الشعبي كون اللاعبين الجدد كانوا في قلب تحقيقه، واذا دلّت الأمور على شيء فإن النجمة على الطريق الصحيح، بينما سيعود الأنصار الى الطاولة لمراجعة أوراقه وكيفية الاستفادة من عناصره الأجنبية الوافدة حديثاً حيث بدا ان النيجيري أبو بكر أكوكي لم يدخل في أجواء منظومة اللعب، وتاه المهاجم الغاني صامويل كوني بعد دخوله بديلاً.
هذا، وكان استكمال المرحلة قد سجّل انتصاراً للحكمة في “دربي الأشرفية” على الراسينغ 0-2، بفضل المالياني سيكو تراوريه وحسين الدر.
أما العهد فقد عاد من الجنوب فائزاً على مضيفه الرياضي العباسية بثلاثية نظيفة تناوب على تسجيلها قائده محمد حيدر، الكاميروني جيروم إيتامي من ركلة جزاء، وبلال صباغ.
كما شهد ختام المرحلة تعادل الصفاء مع التضامن صور 1-1 بعد تقدّم الأول عبر قاسم حايك، ومعادلة الثاني النتيجة بواسطة مدافع الأنصار السابق المالياني إيشاكا ديارا.